**“التسامح يعني الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثري لثقافات عالمنا ولأشكال التعبير وللصفات الإنسانية لدينا”**
بهذا القول قدمت اليونسكو إعلان المبادئ بشأن التسامح الذي اعتمدته في عام ١٩٩٥. وتتسم هذه الرؤية في وقتنا الراهن، حيث نستهل عصرًا جديدًا، بأهمية حيوية لم تتسم بها في أي وقت مضى.
تتحول المجتمعات تحولًا عميقًا في كل أرجاء العالم بسبب تسارع التقدم الذي تصنعه التكنولوجيا. ويتيح هذا الأمر الكثير من الفرص لإقامة الحوار وتبادل الآراء، ولكنه يطرح أيضاً تحديات جديدة تتفاقم بسبب اللامساواة والفقر واستمرار النزاعات ونزوح البشر.
لذا في عام 1996 دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة الدول الأعضاء إلى الاحتفال باليوم الدولي للتسامح في 16 تشرين الثاني/نوفمبر، من خلال القيام بأنشطة ملائمة تقوم بها كل المؤسسات التعليمية وعامة الجمهور، وجاء هذا الإجراء في أعقاب إعلان الجمعية العامة في عام 1993 بأن يكون عام 1995 سنة الأمم المتحدة للتسامح؛ لتشجيع التسامح والاحترام والحوار والتعاون فيما بين مختلف الثقافات والحضارات والشعوب.
1- **الهدف من هذا اليوم**
--
- إن التسامح لا يقتصر على اللامبالاة ولا على تقبُّل الآخرين بأرائهم ومعتقداتها، بل يجب أن يُنظر إلى التسامح على أنه فعل تحرري تُقبل فيه أوجه الاختلاف الموجودة لدى الآخرين كما تُقبل أوجه الاختلاف الموجودة لدينا. ويعني ذلك احترام تنوع الإنسانية على أشكالها المختلفة. ويعني التواصل مع الآخرين جسور مختلفة للحوار. ويعني التصدي لكل أشكال العنصرية والكراهية والتمييز لأن التمييز ضد الفرد هو تمييز ضد الجميع.
- ورغم أن الثقافات مختلفة فيما بينها، ولكن البشرية مجتمع واحد تؤلف بين أفراده قيم مشتركة وماضٍ ومستقبل مشتركان. وثمة أوجه اختلاف بين الشعوب، وهذا ما يمنح كل المجتمعات قوةً تدفع عجلة الإبداع والابتكار.
2- **جائزة اليونسكو-مادانجيت سنغ لتعزيز التسامح واللاعنف**
--
* أنشئت هذه الجائزة في عام 1995 بمناسبة الاحتفال بسنة التسامح، وذكرى مرور مائة وخمسة وعشرين عامًا على ميلاد المهاتما غاندي. وفي هذا العام أيضًا اعتمدت الدول الأعضاء في اليونسكو إعلان المبادئ بشأن التسامح.
* وقد اُستلهم إنشاء الجائزة من المثل العليا الواردة في الميثاق التأسيسي لليونسكو الذي ينص على أن "من المحتم أن يقوم السلام على أساس من التضامن الفكري والمعنوي بين بني البشر".
* يتم منح الجائزة كل سنتين خلال احتفال رسمي بمناسبة اليوم الدولي للتسامح، وتعطى الجائزة كمكافأة لأشخاص أو مؤسسات أو منظمات تميزوا بقيامهم بمبادرات جديرة بالتقدير بوجه خاص.
إن التسامح لأمرٌ مقدس، وقد حثت عليه كل الأديان السماوية، ليس فقط تسامحًا في العقائد ولا اختلاف الرأي، وإنما تسامحًا بين بعضنا البعض نحن بنو البشر، فإنه كفيل بأن يُنهي أي نزاع يعانيه العالم.
احك لنا الآن موقفًا عايشته عن التسامح!
-----------
----------------
إعداد: [سماء اسكندر](https://www.nafham.com/profile/379932)
إشراف: [محمد جودة](https://www.nafham.com/profile/331)
التعليقات