![](https://www.nafham.com/uploads/blog/25850/feb1.png)
ماذا يحدث عند تطبيق استراتيجيات المدارس الابتدائية في المدارس الإعدادية والثانوية؟
- بعد مُدة تُقارب الاثني عشر عامًا وتزيد من تدريسي للغة الإنجليزية في المدرسة الثانوية، واجهت ــ ما يُسميه بعض المعلمين ــ أزمات منتصف الحياة المهنية. لقد اشتقت إلى تطوير مهني، لم أستطع الحصول عليه من خلال أداء عمل تقليدي؛ لذلك في محاولة لاستخدام الفصول الدراسية الخاصة بالمعلمين الآخرين كمنهج دراسي خاص بي، قررتُ ترك وظيفتي وتقلُد منصب مُدرب تعليمي لِمُعلمي المرحلة الابتدائية.
- أُتيحت لي الفرصة لمراقبة مدى حرص وفعالية معلمي المدارس الإبتدائية على تكوين بيئات تعليمية، آمنة، مُنتجة، مُبدعة للطلاب. فعندما أعود للتفكير في فترة عملي بالمدرسة الثانوية، اكتشفتُ أن كثير من الاستراتيجيات ــ مع بعض التعديلات ــ يُمكن أن تُستخدم في المدرسة الإعدادية والابتدائية، والتي سأسرد لكم بعضًا منها في هذا المقال:
**1- استراحات الدماغ وأنشطة تُساعد على زيادة تركيز وانتباه الطلاب:**
- عندما شاهدت مُعلمًا في المرحلة الإبتدائية، يُوَقف شرح الدرس؛ لكي يستطيع الطلاب الجري في أماكنهم لمدة دقيقة، اعتقدت أن ذلك مُجرد استراتيجية لمنع الأطفال من القفز عبر الجدران، لكن مع مرور الوقت، اكتشفتُ أن المُعلمين الذين اقتطعوا فترة من الزمن لكي يستريح الدماغ، استطاعوا جذب انتباه الطُلاب لفترة أطول من أولئك المُعلمين الذين لم يفعلوا ذلك.
- **أصبح واضحًا أن كلًا من:** الأطفال، والمراهقين يستفيدون من الاستراحة: الجسدية والعقلية، التي تستمر من: دقيقة إلى ثلاثين؛ فيستطيع الأطفال مواصلة دراستهم الأكاديمية وحياتهم الإجتماعية وتلبية كل متطلبات المُعلم في الفصل.
- لكن الجري في المكان، لا يُجدي دائمًا في غرفة مليئة بالطلاب المُراهقين؛ لذلك إليك بعض أنشطة التركيز التي يُمكن أن تُجدي نفعًا:
أخذ نفس عميق ـــ مع تطبيقات تُساعد على التأمل وتُعطي الطلاب الفرصة للتركيز على التنفس والاسترخاء وتسخير قواتهم.
مقاطع الفيديو المتكررة ـــ مثل: «مقاطع الفيديو التي تُصور نُمو الطبيعة، مقاطع الفيديو التي تحتوي على أطعمة».
ألعاب تحفيزية ــ مثل: «لعبة حرب الإبهام، لعبة حجر ـ ورق ـ مقص» يمنح الطلاب الفرصة للمشاركة في أي نشاط ترفيهي غرضه المرح والترفيه عن النفس.
![](https://www.nafham.com/uploads/blog/25850/pexels-photo-1181622.jpeg)
**2 ـ عقد اجتماعات صباحية مع الطلاب بل وتنفيذ أكثر من ذلك:**
- الاجتماعات الصباحية، وإعطاء مَهمات للطلاب، وغير ذلك من أمور الفصول الدراسية التقليدية ليس فقط بغرض المُتعة؛ لقد اكتشفتَ أن مُعلمي المدارس الابتدائية الذين يُنفذون تلك الأساليب المُختلفة والتي بدورها تُشجع على تنمية قيم مثل: الاحترام، المسؤولية، العمل الجماعي، وأهمية وجود الطالب في مجتمع فعال مُتكامل، كلُ تلك الأساليب كانت تُساعد المُعلمين في شرح المناهج الدراسية وُساعدة الطُلاب على حل مشاكلهم واستيعاب الدرس بطرق أسهل وأسرع من أولئك المُعلمين الذين لم يفعلوا أيٍ مما سبق.
- كما لاحظتُ أيضًا أن الطلاب الذين شعرون بعدم الأمان، وبأنهم غير مرئيين أو مسموعين من قبل المُعلمين في الفصل الدراسي، هم أولئك الطلاب الذين لم يُشاركوا ـ عن طيب خاطر ـ في ورش العمل أو المراكز التعليمية أو حتى الأنشطة الأخرى التي تُقام في المدرسة؛ مما يُبرز حاجة المُعلم إلى إجراء تغييرات فورية في إدارة الفصل الدراسي بشكل أكثر فعالية.
- **وفيما يلي بعض الطرق التي يُمكن لُمعلمي المدارس الإعدادية والثانوية تنفيذها في الفصول الدراسية للوصول إلى مجتمعات آمنة، وأكثر فعالية للطُلاب:**
- **إعداد مجموعة من التوقعات الواضحة:** على سبيل المثال: لغة الجسد للطلاب، سلوكهم: البنّاء أو الهدام، توقع ردود أفعالهم لتجنب الحوادث السلبية قبل وقوعها.
- **تحية الطلاب بأسمائهم:** يُمكن فعل ذلك على باب الفصل عند رؤية الطالب واستقباله بابتسامة، أو أثناء الحصة الدراسية عند سؤاله عن استيعابه للدرس؛ وذلك ليشعُر الطالب بأنه مرئي، ويستشعر اهتمام المُعلم به، مما يُشجعه على آداء مهامه المنزلية بطريقة أفضل.
- **قم بإنشاء جدار أو لوحة في الفصل بعنوان «أنا أتسائل»:** يُساعد تصميم ذلك الحائط أو اللوحة الطلاب على التفكير وتحفيز العقل للإجابة على الأسئلة المطروحة؛ مما يجعلهم يشعرون بالمصادقة وبأنهم مرئيين من قبل المُعلم. يُمكنك تحديد يوم مُعين من أيام الأسبوع لفعل ذلك وتسميته بأسماء مُبتكرة تتفق عليها مع طُلابك.
**3 ـ قيمة التلاعب والمناورات «ألعاب العقل»:**
- توجد في كثير من الفصول الدراسية الابتدائية، «ألعاب عقلية تعتمد في حلها على الرياضيات» مثل: «البلاط ذي الأشكال المختلفة، مُتعدد الألوان، و مربع الأشكال الأساسية التي تُساعد الطلاب على فهم المسائل الرياضية».
- تُساعد الأدوات السابقة الطُلاب على فهم الأجزاء المُعقدة عن طريق تحويلها إلى أجزاء أصغر وأصغر، مما يُساعد الطالب على حلها بسهولة عن طريق عرض وتجربة كل الحلول المقترحة.
- ومع ازدياد تعقيد المفاهيم في: الرياضيات، العلوم، والعلوم الإنسانية؛ فإن تزويد طُلاب المدارس الإعدادية والمتوسطة بوقت فراغ أو مساحة من الوقت يُمكنهم استغلالها؛ للتفكير خارج الصندوق، بعيدًا عن الأفكار التقليدية المعروفة، والتلاعب بها مما يُتيح لهم الفرصة لتكوين شخصيتهم وفهم محاور التفكير الخاصة بهم وأسلوبهم في حل المشاكل التي تواجههم.
- **فيما يلي بعض الأفكار، يُمكن لمعلمي المدارس الإعدادية والثانوية تنفيذها للحصول على أقصى استفادة من «التلاعب، المناورة، وألعاب العقل» في شرح الدروس وزيادة تركيز الطلاب:**
![](https://www.nafham.com/uploads/blog/25850/pexels-photo-256468.jpeg)
- **أساليب المحاكاة عن طريق الإنترنت:** تسمح تطبيقات ومواقع متواجدة على الإنترنت، لطلاب الرياضيات والعلوم، بمشاهدة شرح نظريات الرياضيات، وحل اختبار لقياس درجة استيعابها، بل ورسم الشكل البياني الذي يُمثلها، وأيضًا توضيح لكيفية التعامل معها في المسائل المختلفة.
- **إنشاء «الخرائط الذهنية»:** استخدام الخرائط الذهنية في عملية التعليم والمذاكرة، يُتيح للطلاب إمكانية الربط بين أجزاء الدرس المختلفة، وتجميع المفاهيم، والأفكار، والملاحظات، وحتى المشكلات التي يُمكن أن تتواجد في الدرس. يُمكن للطالب أن يُنشئ الخرائط باستخدام برامج مختلفة متواجدة على الإنترنت.
----
المقال الأصلي: https://edut.to/2S1rRDW
--------------
ترجمة: [هند يونس](https://www.nafham.com/profile/561712)
مراجعة: [سماء إبراهيم](https://www.nafham.com/profile/379932)
إشراف: [محمد جودة](https://www.nafham.com/profile/331)
التعليقات