من المعلوم أن الجهاز الهضمي يحمل اكثر من الف نوع من البكتيريا والميكروبات بمختلف أنواعها حيث تتعايش معنا على اليد, الرئة, المرارة, الأنف و الفم و غيرها.
تستوطن البكتيريا المفيدة أمعاء الإنسان بعد الولادة بأشهر قليلة، وتلازم الشخص طوال حياته، ويقال إن هناك أكثر من 500 فصيلة منها يبلغ عددها 10 أضعاف خلايا الجسم البشري، ويصل وزنها إلى أكثر من ألف غرام. يمكن القول إنه توجد مصالح مشتركة بيننا وبين البكتيريا النافعة، أو بكلام آخر هناك علاقة تكافلية بين أجسامنا وبينها، فهي تستفيد منا خدمة لمصالحها، ونحن نستفيد منها لأنها تخدمنا. وإذا ما نقصت أعداد البكتيريا النافعة، فإنها لن تقوم بدورها بالشكل المطلوب لخدمة الجسم في شكل كامل.
![](https://www.nafham.com/uploads/blog/25793/Vibrio_cholerae.jpg) إذا كانت جحافل البكتيريا النافعة في الأمعاء بكمية طبيعية، فإنها تقوم بمهمات متنوعة، أهمها:
* تساعد على هضم محتويات الطعام Process of digestion. * تحافظ على التوازن البيولوجي و امتصاص بعض المعادن والفيتامينات absorption of nutrient. * تساعد على امتصاص عدد من الفيتامينات Producing some vitamins. * تساهم في تقوية جهاز المناعة في الجسم Immune regulation، حيث تنتج مادة تحاكي في عملها عمل المضادات الحيوية هدفها محاربة البكتيريا الضارة و هذا حسب أبحاث مبدئية.
الميكروبات تختلف من شخص لآخر من أول مراحل حياته : وُلد طبيعي او قيصري ، مكان معيشته, صحته و سنة.
اعتقد الأطباء وجود علاقة بين تغير نظام هذه الميكروبات وظهور امراض اخرى مثل : السرطان, السمنة و والأزمة الصدرية، حيث إن نقص عدد البكتيريا المفيدة يفتح الباب على مصراعيه أمام أخطار تهدد الجهاز الهضمي خصوصاً والجسم عموماً، ومن أهم الأسباب التي تقف خلف تراجع مستعمرات البكتيريا المفيدة:
**المضادات الحيوية:** وهذه لا تميز بين البكتيريا المفيدة والضارة، لذا فإن قسماً كبيراً من البكتيريا المفيدة يتلاشى. في المقابل تنمو البكتيريا الضارة وكذلك الفطريات ما يؤدي إلى تخمر بقايا الطعام، وبالتالي المعاناة من الغازات والإسهالات وغيرها من المشاكل الهضمية. ويساهم تناول منتجات اللحوم والحليب التي تحتوي على آثار من المضادات الحيوية في إضعاف البكتيريا المفيدة في الأمعاء، الأدوية المضادة للسرطان، التوتر المزمن، الإضافات الكيماوية إلى المواد الغذائية.
**نصل الآن إلى بيت القصيد: كيف يتم الحفاظ على مستعمرات البكتيريا المفيدة في الأمعاء؟**
يقال أن المزارعين كانوا يحافظوا على صحتهم من خلال تناول الزبادي الملئ بميكروبات مفيدة و تم إحياء الفكرة من خلال الإعلانات التجارية للزبادي وبعض المنتجات التي تحتوي على خمائر نشطة، لكن يوجد ما هو أصل المصدر و ما يسمى بزراعة البراز أو نقل البراز FTM .
**التعريف :-**
زراعة البراز ( FMT) Fecal Microbiota Transplant هو إجراء طبي، يهدف إلى استعادة البكتيريا المفيدة داخل جسم المريض. ويحصل الأطباء على البراز الصحي من متبرع، يشترط أن يكون سليما، لم يتناول مضادات حيوية قبل 6 شهور على الأقل من التبرع، وخاليا من الأمراض المعدية والسرطانية، ثم يتم خلط البراز مع محلول ملحي، وزرعه في الشخص المريض. **الطرق :-**
طريق منظار القولون أو الحقنة الشرجية، أو من خلال أنبوب يصل إلى المعدة عن طريق الأنف، أو عبر تناوله في صورة كبسولات عبر الفم.
![](https://www.nafham.com/uploads/blog/25793/Combination_enema_and_douche_syringe.jpg) **التاريخ :-**
تم توثيق زراعة البراز لأول مرة في الصين في القرن الرابع ، والمعروفة باسم 'الحساء الأصفر “yellow soup” ،
وقد استخدم لأكثر من 100 سنة في الطب البيطري عندما دعا بها العالم الروسي Élie Metchnikoff وهو أول من طرح فكرة العلاج بالبكتيريا الصحية الخاصة بالجهاز الهضمي لمقاومة البكتيريا الضارة وذلك عام 1907، وقد استخدم بانتظام لعدة عقود في العديد من البلدان كخط الدفاع الأول ، أو العلاج المختار ، لـ C. diff. من المعتاد في العديد من مناطق العالم أن يتلقى الطفل المولود حديثًا كمية صغيرة من البراز عن طريق الفم ، ويعتقد أنه يوفر مجموعة فورية من البكتيريا الجيدة في القولون عند الرضع ، مما يؤدي إلى بدء تشغيل جهاز المناعة لدى الطفل. في مؤسسة OPENBIOME الأميركية التي تم تأسيسها من قبل طلاب جامعة MIT تتم بالمعاونة من المستشفيات في عمليات نقل البراز وذلك بتبرع الأشخاص ذو الصحة السليمة لهم بفضلاتهم بمقدار 40 دولار للمرة الواحدة !.
**النتائج :-**
تم علاج 12 ألف مريض من 2012 في 600 مستشفى في امريكا و 7 دول مختلفة باستخدام نصف طن فضالات . في جميع الوثائق ، التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع في الصين ، لم يكن هناك أبدًا أي أثر جانبي واحد خطير تم الإبلاغ عنه من خلال عملية زرع البراز. **مخاطر :-**
أشار تقرير عام 2015 إلى زيادة وزن سيدة بواقع 16 كيلوغراما، وصنفت بدينة بعد إجراء عملية زراعة بالاستعانة بابنتها.
-----------
إعداد: [إسراء محمد](https://www.nafham.com/profile/546699)
مراجعة: [سماء اسكندر](https://www.nafham.com/profile/379932)
إشراف: [محمد جودة](https://www.nafham.com/profile/331)
التعليقات