**«الشعر نافذة تدُل على تنوع الفِكر البشري الذي يأسِرُ القلوب ويسلبُ الألباب»**
- هل سبق أن سألت نفسك هذا السؤال؟ ما هو الشعر؟ كيف يتكون؟ هل يلزم أداء طقوس معينة لإنتاج أبيات شعرية؟ كثيرٌ من الأسئلة تُطرَح حول هذا الموضوع؛ لذلك دعنا نُجيب عن بعضٍ منها.
- **ما هو «الشعر»؟**
- **الشعر**: فن من فنون العرب قديمًا، يُمكنك من خلاله التعرف على حضارتهم، وثقافتهم، وتاريخهم، وأوضاعهم المختلفة في جميع العصور. احتفى العرب بالشعر قديمًا، فيتم استخدامه في المناسبات، وتأليف أنواع عديدة تُلائِم كلَ مناسبة وحدث، بل تم إنشاء أسواق خاصة له مثل: «سوق عكاظ» الذي يتبادل فيه الشعراء الأدب والشعر.
- قبل دخول الإسلام اُسْتُخدم الشعر بشكل حُر تمامًا، حيثُ لم تكن هناك رقابة على الألفاظ أو الكلمات، فقد تجد الشعر الغزلي الصريح، والشعر العفيف، أما بعد دخول الإسلام أصبح الشعراء يحذرون عند تأليفهم لأي أبيات شعرية. لذلك قد يتغير الشعر تِبعًا للغرض المُستخدم فيه، قد تجد: الرثاء، الفخر، المدح، الهِجاء، الغزل، الحكمة، الاعتذار.
![](https://www.nafham.com/uploads/blog/25852/pexels-photo.jpg)
- **أغراض «الشعر»؟**
- تتعدد أغراض الشعر وتختلف حسب الغرض أو الهدف أو المناسبة التي قيل فيها، ولذلك تعدد الشعراء وبرز كل واحد منهم في غرض مُعين وتميز فيه؛ وقد ساعد على ذلك البيئة المحيطة، وامتاز الشعراء العرب قديمًا بقوة الألفاظ ومتانة اللغة وفصاحة اللسان.
**1. الرثاء**
- يُعَرف «الرِثاء» بأنه: غرض من أغراض الشعر، يُذكر فيه محاسن الميت من: الشجاعة، والكرم، والوفاء، والإخلاص...إلخ.
- يُعد أصدق أغراض الشعر؛ لعدم وجود أي أغراض دُنيوية وراءه، فيكون الكلام نابِع من القلب؛ ويزداد ذلك كلما زادت صلة قرابة الشاعر مع الشخص المُتوفي.
- مثل: «رثاء الخنساء لأخيها صخر»
**يُؤرّقُني التّذَكّرُ حينَ أُمْسي .... فأُصْبحُ قد بُليتُ بفرْطِ نُكْسِ**
**على صَخْرٍ، وأيُّ فتًى كصَخْرٍ ... ليَوْمِ كَريهَةٍ وطِعانِ حِلْسِ**
**وللخصمِ الألدِّ إذا تعدَّى .... ليأخُذَ حَقّ مَظْلُومٍ بقِنسِ**
** فلمْ أرَ مثلهُ رزءًا لجنٍ .... ولم أرَ مِثْلَهُ رُزْءًا لإنْسِ**
![](https://www.nafham.com/uploads/blog/25852/pexels-photo-1670555.jpeg)
**2. الفخر**
هو عدّ الصفات الحسنة والكريمة، يعتمِد على المبالغة في ذكر المحاسن، انتشر في الشعر بشكل كبير، وانقسم إلى نوعين:
- **الفخر الذاتي**
- يفتخر فيه الشاعر بنفسه، وإنجازاته، وصفاته الحسنة،من الشجاعة، والكرم، والوفاء،….إلخ.
- يقول «عنترة بن شداد» مفتخرًا بنفسه موجهًا كلامه إلى «عبلة»:
**وَلَقَد ذَكَرتُكِ والرِّماحُ نَواهِلٌ .. مِنّي وبِيضُ الهِندِ تَقطُرُ مِن دَمي**
**فَوَدَدتُ تَقبيلَ السُيوفِ لأَنَّها .. لَمَعَت كَبارِقِ ثَغرِكِ المُتَبَسِّمِ.**
- **الفخر الجماعي**
- يفتخر فيه الشاعر بجماعته، أو قبيلته، أو قومه، بعرض التباهي والتفاخر أمام القبائل الأخرى.
- يقول «عمرو بن كلثوم» مفتخرًا بقومه:
**أَبَا هِنْـدٍ فَلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا .. وَأَنْظِـرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْنَــا**
**بِأَنَّا نُـوْرِدُ الـرَّايَاتِ بِيْضـاً .. وَنُصْـدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رُوِيْنَـا**
**3. المدح**
- انتشر شعر المدح في العصر الجاهلي؛ نظرًا لأن كثير من الشعراء استخدموه كمهنة يُرتزق منها، عند مدح الحاكم أو أي شخص غيره.
- والمقصود بالمدح هو ذكر محاسن الشخص وصفاته الكريمة، ولكن هذه المرة عندما يكون الشخص على قيد الحياة.
- يقول «النابغة الذبياني» مادحًا «النُعمان»:
**فإنكَ شمسٌ، والملوكُ كواكبٌ ... إذا طلعتْ لم يبدُ منْهُنّ كوكبُ**
**4.الهجاء**
- غرض من أغراض الشعر، لكنه عكس « المدح» فبدل أن يقوم على عاطفة الإعجاب كالمدح، نجده يقوم على عاطفة السخط والغضب تجاه الشخص المكتوب فيه الهجاء، فيقوم بتجريد المَهجو من المُثل والأخلاق العُليا التي يتحلى بها.
- يقول «إيليا أبو ماضي»:
**لا يَعجَبَن أَحَدٌ رَآني حافِياً ... أَبلَت نِعالي أَلسُنُ السُفَهاءِ**
![](https://www.nafham.com/uploads/blog/25852/pexels-photo-1608113.jpeg)
**5. الغزل**
- غرض من أغراض الشعر، يُعبر فيه الشاعر عن مشاعره التي تكتنف جوانبه تجاه محبوبته، بكلمات وتعابير صادقة نابعة من القلب.
- يقول «المُتنبي»:
**أنتَ ماضٍ وفي يديك فؤادي ... ردّ قلبي وحيث ما شئت فامضِ**
![](https://www.nafham.com/uploads/blog/19-02-11_5c60fbb332db2/pexels-photo-210661.jpeg)
- **«اليوم العالمي للشعر»**
- لذلك ونظرًا لأهمية الشعر وأغراضه، ودوره في التعبير عن مكنونات النفس الإنسانية بكل صورها وأشكالها: من الغضب، والسخط، والحب، والإعجاب، والفخر، والاعتزاز، والحزن، والندم، والحكمة...إلخ، قررت «منظمة اليونسكو» عام 1999 اعتبار يوم 21 مارس يومًا عالميًا للشعر.
- والهدف من ذلك هو إبداء الاهتمام بالأدب وتشجيع الناس على القراءة والكتابة وتنمية موهبة الشعر لديهم، وإبقاء الشعر حيّ بيننا؛ للحفاظ على تقاليد وثقافات الأمم المختلفة من خلال شعرائهم.
-----
إعداد: [هند يونس](https://www.nafham.com/profile/561712)
مراجعة: [سماء إبراهيم](https://www.nafham.com/profile/379932)
إشراف: [محمد جودة](https://www.nafham.com/profile/331)
التعليقات