يُعَرف البعض النجاح على أنه:-
الوصول للهدف، أو أنه تحقيق إنجاز معين فى وقت محدد بعوامل محددة. ولكني أظنه "الثبات على تحقيق الهدف" فمن يصنع النجاح لابد وأنه تجرع ولو قليلا من مرارة الفشل. ولكى تصل عليك أولًا أن تتعثر ثم تدرس الخلل وتعالجه فيمكنك السير من جديد.
إن لم يكن لديك اصرار على تحقيق وبلوغ الهدف فمن أين يأتيك النجاح؟ فـ النجاح لا يصنع ذاته نحن من نصنعه، حيث يكمن فى الأشياء التي نحدثها لا تلك التي نسمح بحدوثها.
ولكن مهلا؛ هل نضعه فى نصابه الصحيح؟
البعض منا وللأسف يعتبر النجاح غاية في ذاته، لذلك تجدنا أحيانًا نقف لبرهة بعد تحقيقه لنسأل ماذا بعد؟
هذا لأننا لم ندرك أن النجاح فى أمر ما إنما هو خطوة للنجاح الأكبر الذى خلقنا لأجله ألا وهو عمارة الأرض. إذًا النجاح وسيلة والوسائل تعدل ويضاف عليها، تكبر، تتطور.
شغفنا بالأشياء أحيانا يقتلنا "إما هذا أو لا شيء" عندها تصبح الحياة أشبه بأحجية لا تكاد تصل إلى حل لها حتى تجدها قد ازدادت تعقيدا.
والنجاح قطعًا لا يجب أن يصل إلى هذا الكم من التعقيد باعث السعادة الذي يجعلك تقفز عاليًا فى الهواء مهللًا فرحًا كيف له أن يكون سببا فى تعاسة الكثيرين؟
بعضهم إذا لم يحالفه الحظ "مهلا" إذا لم يحالفه القدر فإنه يستكين يائسًا رث الهيئة، لا يرى من الحياة إلا ما فقد وكأن تعثره هو نهاية الطريق وكأن النجاح أصبح أنشودة الملاذ الأخير الذي لا يمكن إدراكه.
وبالرغم من أن النجاح ليس حكرًا على أحد ويمكن للجميع بلوغه، إلا أن ثمن بلوغه مرتفع وعليك أن تدفعه من وقتك وجهدك؛ فهو يشبه الزهرة التي يتوجب عليك أولًا أن تصارع أشواكها لتصل إليها وتهنئ بعبيرها.
منذ بضعة أيام امتلأت الجرائد والصحف ومواقع التواصل بوابل من التهنئات لأوائل الثانوية العامة ثم الفائقين من الطلاب من ذويهم وأصدقائهم.
والحقيقة الأمر مبهج وباعث للسرور، ولكن مهلًا هناك فئة فائقة اخرى تلك التي تسحقها عجلة المتعارف عليه بين الأهل والمجتمع الفئة التي اجتهدت ولكنها حصلت على تقدير بين 90% و 95%.
من هم أعلى تلحقهم الدولة بما تطلق عليها كليات القمة، ومن هم دونهم يعتبرهم البعض من غير المجتهدين أما هذه الفئة فلا شك بأنهم معذبون في المنتصف كانوا قريبين جدا من القمة ولكنهم لم يصلوا إليها وددت لو سألتهم عن أي قمة يتحدثون؟
أنا لا أشجع على التواكل وإنما أمنحك قدرًا من التوكل لا بأس أن تخسر شيئا لتكسب أشياء أخرى ربما هى أفضل وأفضل.
أتذكر جيدًا حينما حصل أخى على 88% وجاء باكيًا منكس الرأس ليعتذر من أبى لأنه لن يلتحق بالهندسة كما أراد له، لكن أبى تبسم له وقال "لا توجد كلية قمه وكلية قاع أنا فقط أردتك الأفضل لأنك جزء منى ولكن ما وقد أراد لك الله شيئا آخر فلا عليك إذهب فى طريقك الذى اختاره الله لك واصنع قمتك الخاصة"
![](https://www.nafham.com/uploads/blog/25792/leap-of-faith.jpg) أظن أن كلماته حينها أنارت طريقا مبهما أمامى لأعلم بعدها أن:
الطريق إلى النجاح يتلخص في الآتي :-
* حدد مفهوم النجاح من وجهة نظرك.
* ارفع من سقف طموحك ولكن بما لا يدع مجال للغرور. * طور فى طرق وصولك للهدف وغير فيها باستمرار بما يناسب الموقف. * إستخدم التكنولوجيا واجعلها معين لك فى توفير الوقت والمجهود لبذله فى شئ أكبر. * كون شبكة دعم من الأصدقاء والعائلة. * إفهم قدراتك واستغلها فى الوقت والموضع المناسب. * اجتهد ونظم وقتك وابذل كل ما فى استطاعتك. * توكل على الله وما كان خيرا لك سيأتيك. إفعل كل ما يجب عليك فعله ولكن إنتظر النتائج من الله ولله حكمته. واعلم أنك لكي تصبح من الناجحين بل والفائقين أيضًا يجب عليك أن تتحلى بصفاتهم والتى منها:- * تحمل المسؤولية تجاه أهدافك التى تسعى إليها وتجاه أهلك بل وتجاه ذاتك. * أن تكون صاحب وعي وإدراك لما يتوجب عليك القيام به ووعي بقدراتك التي تميزك عن غيرك. العالم يحتوى على آلاف من الأطباء والمهندسين والسفراء والوزراء الذين لن يذكرهم التاريخ ولا يعرفهم إلا ذويهم، ولكن على الجهة الأخرى نجد أنه لا يوجد به إلا زويل واحد لا يستثنى إسمه من بين العلماء ولا من صفحات الكتب وغيره ممن خلد وسيخلد التاريخ أسمائهم .
لعلك الآن تدرك أن المجتمع الذي يحجم قدرات أبنائه داخل شرنقة التنسيق إنما هو يقتل فيهم روح الإبداع والتفوق.
النظر إلى الوراء يجعلك تتعثر مستلقيًا على وجهك وأنت بالتأكيد لا تريد ذلك عليك أن تبدأ من جديد الثانوية ليست نهاية المطاف إن كنت أنهيتها أو على وشك البدء بها، اعلم فقط أن لكل مجتهد نصيب وأن الله لا يضيع أجر المحسنين.
وأخيرا اعلم أن الرغبة فى النجاح يجب أن يصاحبها ثقة بالنفس وعدم الخوف من الفشل.
والثبات على تحقيق الهدف هو نجاح بحد ذاته.
-----------
إعداد: [رحاب ناصر](https://www.nafham.com/profile/540316)
مراجعة: [سماء اسكندر](https://www.nafham.com/profile/379932)
إشراف: [محمد جودة](https://www.nafham.com/profile/331)
التعليقات