![](https://www.nafham.com/uploads/blog/25829/WWD-GENERIQ-CMJN_ARAB_2017-01.png)
إن المياه النقية هي مصدر وأساس الحياة على وجه الأرض, قال تعالى "وجعلنا من الماء كل شيء حي", فعندما أراد الإنسان البدائي الاستقرار اتجه للزراعة والعيش على ضفاف الأنهار, حيث المناخ الجيد والأرض الخصبة والمياه الوفيرة, والتي بدورها هيئت له الظروف لقيام حضارة وهي حضارة وادى النيل.
واستنادًا لذلك من التاريخ نجد أن كل الحضارات القديمة الأصيلة قامت على ضفاف الأنهار, مثل: حضارة نهر السند في الهند, نهر هونج فى الصين وبلاد الرافدين.
فنظرًا لأهمية المياه والظروف التي يعيشها العالم في الوقت الراهن من شحٍ عامٍ في المياه, وازدياد الطلب عليه بشكل متسارع وذلك لازدياد عدد السكان, مما جعل ترشيد المياه والاقتصاد فيها أمرًا فى غاية الضرورة, واستشهادًا بذلك ما قاله الرسول محمد صلى الله عليه وسلم "لا تسرف فى الماء ولو كنت على نهر جار", ففى وقتنا الحاضر تتعدد المخاطر التي تهدد مصادر المياه، مثل: التلوث والاستنزاف والملوحة.
![](https://www.nafham.com/uploads/blog/25829/20180306102222421.jpg)
فقد تقرر من قبل منظمة الأمم المتحدة بعد قمة الأرض "قمة ريو دى جانيرو" التى عقدت فى البرازيل وشارك بها مائة اثنان و سبعون حكومة, أن فى الثاني والعشرين من مارس سيصبح اليوم العالمي للمياه والتى تتضمن فعالياته القيام بأنشطة ملموسة تساهم في نشر التوعية عن أهمية توفير المياه النظيفة وأن الحفاظ عليها هدف من أهداف التنمية المستدامة, فيما لها من تأثير واضح فى القضاء على الجفاف والفقر, فالمياه أكثر من مجرد ضرورة لإرواء العطش أو حماية الصحة, بل إنها أمر حيوي, فهي تخلق فرص عمل وتدعم التنمية الإقتصادية و الإجتماعية و الإنسانية.
والجدير بالذكر موضوع اليوم العالمي للمياه لعام 2018 تحت شعار "الطبيعة من أجل المياه" الذى تضمن إظهار إمكانات الحلول المبنية على الطبيعة لدعم الموارد المائية. وأيضًا جدير بالذكر أن هناك بعض الحقائق المهمة التي تعرض بشكل واضح خلال هذا اليوم، مثل: أن 1.8 مليار شخص يشرب مياة ملوثة, ما يعرضهم للإصابة بالكوليرا, والماء غير مأمون فهو يقتل 842 ألف شخص سنويا, وهناك فرص وموارد هائلة لاستغلال مياه الصرف الصحى, وأن ماء الصرف الصحى إدارته بطرق سليمة, يمكن أن يكون مصدر للطاقة و المواد الغذائية.
![](https://www.nafham.com/uploads/blog/25829/featured-image-background.jpg)
ومن هنا اذا نظرنا إلى الوطن العربي نجد أن منسوب المياه في تناقص ملحوظ لأسباب عدة, منها تحكم عدد من الدول الغير عربية في منابع المياه للبلاد العربية, وبالإضافة لسرقة الكيان الصهيوني لموارد المياه العربية, ومن هنا لا نستطيع أن ننسى دور المنظمة العربية للتربية والثقافة, حيث أنها أدرجت موضوع المياه ضمن أولويات عملها فى القطاع العلمى وذلك إدراكًا منها لأهمية موارد المياه فقامت بتنفيذ برنامج دائم لعدد من السنوات لتنمية الموارد المائية و إيجاد حلول لمواجهة الشح والعجز المائي في البلاد العربية.
فهل تظن حقًا أنها سيأتي يوم علينا لا نجد فيه قطرة ماء؟ أم هناك وسائل أخرى للمحافظة عليه؟
ربما علينا أن نبدأ بأنفسنا أولًا!
التعليقات