تجربة الصين وسياسة الطفل الواحد!
هل تعلم أنك إذا اجتمعت بمئة مواطن من حول العالم ستجد بينهم تسعة عشر صينيا؟ الصين تعانى من ازدياد عدد السكان بشكل هائل، ولذلك طبقت منذ ثلاثة عقود ونصف سياسة الطفل الواحد.
![](http://www.nafham.com/uploads/blog/25663/china%20one%20child%20policy.jpg)
الطفل الواحد سياسة تشترط ألا يزيد عدد أطفال أى زواج فى الحضر عن طفل، ومن يخالف ذلك يسدد غرامة مالية دورية تحدد وفقا لعدة عوامل من بينها دخل الأسرة. هناك استثناءات من القانون للتوائم، والأقليات العرقية والمناطق الريفية، اضافة لتعديل فى نوفمبر 2013 منح حق انجاب طفلين لأسرة أحد والديها وحيد.
تعتبر سياسة الطفل الواحد فى الصين من أنظمة تنظيم الأسرة الفعالة. لقد منع النظام المطبق منذ عام 1978 أكثر من مئتى مليون ولادة فى العقود الثلاثة الأولى لتطبيقه. هذه الزيادة السكانية المحتملة كانت تعنى أن تعداد الصين الذى يبلغ مليار و265 مليون نسمة قد يفوق المليار ونصف ما كان ليمثل ضغطا اقتصاديا وبيئيا واجتماعيا على المجتمع الصينى.
على أية حال، هذا النظام قد يبدو فعالا لكنه ليس مثاليا، إذ أدى لظهور عدة مشكلات مثل تفضيل بعض الأسر للمولود الذكر عن الأنثى، إذ يوضح أحد التقارير الحكومية الصينية فى 2007 أن عدد الذكور سيفوق الإناث بثلاثين مليون فى العام 2020. المؤسف أن بعض الأهالى الذين رغبوا فى انجاب الذكر ولم يقدروا على سداد الغرامة المالية إما لم يسجلوا ميلاد بناتهم، أو فضلوا الدفع بهن إلى دور التبنى والرعاية، وتجلت هذه الظاهرة بوضوح خلال الثمانينيات أى السنين الأولى لتطبيق نظام الطفل الواحد.
![](http://www.nafham.com/uploads/blog/25663/one-child-policy%20girls.jpg)
وحتى الآن، استمر المواطنون فى محاولات التحايل من خلال انجاب التوائم عن طريق أدوية زيادة الخصوبة، أو السفر للإنجاب خارج الصين، فى هونج كونج المعفية من القانون، أو بالطبع فى الولايات المتحدة الأمريكية، إذ يمنح البلدان جواز سفر أكثر مزايا من جواز السفر الصينى. أقصر طريقة لتحقيق الحلم الأمريكى هى الذهاب إلى سايبان أكبر جزيرة فى جزر ماريانا الشمالية والتابعة للولايات المتحدة الأمريكية، وتقع سايبان فى غرب المحيط الهادى.
أبرز المشاكل الاجتماعية تتمثل فى تدليل الطفل الوحيد، أو الامبراطور الصغير كما يصف الإعلام الصينى الطفل المدلل. قد يؤد ذلك لمشاكل تعليمية تتمثل فى عدم قدرته على العمل الجماعى أو التواصل الاجتماعى مع أقرانه. ما دفع البعض للمطالبة بتعطيل تلك السياسة الإنجابية من أجل جيل أكثر جماعية وأقل تدليلا.
أهم مشكلة اقتصادية تحمل اسم ظاهرة 4-2-1، وهى أن الطفل المولود سيتعرض لمشكلة تتمثل فى كونه العائل الوحيد لأسرة مكونة من والدين وجدود أربعة، ما يدفع الأجيال الأكبر إلى الاعتماد على المعاشات ومكافأت التقاعد بشكل تام، أو اللجوء لقبول الأعمال الخيرية من الآخرين فى حالة ضعف المستوى الاجتماعى. كذلك يشكل هذا ضغطا اقتصاديا على عاتق العائل الأوحد للأسرة الكبيرة.
![](http://www.nafham.com/uploads/blog/25663/china-children.jpg)
الخلاصة أن لكل سياسة عيوب كما لها مميزات، ولا يوجد سياسة ناجحة بشكل كامل أو فاشلة تماما. المهم أن تتعلم كل حكومة من تجارب الدول الأخرى، وأن تبدأ من حيث انتهت تجربة الآخرين.
مراجعة : [سماء اسكندر](https://www.nafham.com/profile/379932)
إشراف : [محمد جودة](https://www.nafham.com/profile/331)
التعليقات