![](https://www.nafham.com/uploads/blog/25813/254612.png)
إن التعلم من الأخطاء يعزز مهارة التفكير النقدي، والذي يعتبره بعض المربيين أهم بكثير من درجات الاختبارات.
ترى نَسرين جعفري أنها محظوظة لكونها تعمل كمعلمة في إحدى المدارس التي تهتم بتطوير مهارات التفكير النقدي لدى الأطفال أكثر من اهتمامها بحصدهم لأكبر عدد من الأجوبة الصحيحة بالإمتحانات الموحدة.
وبصفتها مدرسةً للعلوم الإنسانية في مدرسة المدينة الفنية بنيويورك، ترى جعفري أن الفشل واتخاذ خطوات خاطئة أمر بالغ الأهمية؛ حيث تريد جعفري دعم أطفال المدرسة الذين تدرس لهم ليتعلموا كيفية التعامل مع الزلات والعثرات التي لن تحدث في حياتهم الدراسية فقط، ولكن في حياتهم بشكل عام.
وفي بريد إلكتروني لها أرسلته إلى مؤسسة Education Dive تقول جعفري: "ينبغي علينا تشجيع الأطفال على تعلم كيفية الفشل، نعم بالضبط! وكذلك النظر إلى الفشل باعتباره فرصة للتعلم من الأخطاء وتصحيحها في المستقبل."
**1- من الأفضل أن تفشل كثيرًا وفي سن مبكر!**
الفشل كلمة –في بعض الأحيان- تعتبر أسطورية، بمعنى أنك إذا فشلت فإنك تبني مهارة جديدة هي القدرة على التكيف والصمود؛ حيث يرمز الفشل إلى سلوك يجسد التغير والتحدي، كما أشاد المؤلف نيل غييمان مرة في خطابه في معرض لندن للكتاب عام 2013 بقوله: "اسعَ إلى فشلٍ أفضل."
وقال مايكل جوردان في مجلة نايك التجارية 1997: "إن سبب نجاحي هو أنني فشلت مرارًا وتكرارًا في حياتي".
أما عن الشخص الذي يمثل مدرسة لهذا الفكر –والمقصود بالفكر هنا اتخاذ الفشل كحجر أساس وخطوة أولى لانطلاق القوة الداخلية- فهو أحد المربيين والمدرب الحالي "ريك وورميلي" وأنصاره، والذي يقول في بريده الإلكتروني ضمن تواصله مع المؤسسة "أنا آخذ الطلاب إلى مكان لا يستطيعون فيه التعامل مع الفشل فحسب ولكن يبرعون في التعافي منه أيضًا، وهذا بالضبط هو الأسلوب الذي يجب تشجيع البالغين للتعامل مع الفشل بتطبيقه."
ويضيف وورميلي" "إنه بمجرد دخول الطالب المرحلة الثانوية يكون قد فات الأوان لتطوير مثل هذه المهارات؛ بسبب انشغال الطلاب في دروسهم والامتحانات التي تتعلق بالعملية الدراسية، وهنا تكون نسبة المخاطرة أعلى بكثير وعملية التعافي تصبح أبطأ وأقل صحية."
بدلًا من ذلك يعتقد وورميلي أنه ينبغي على المسؤولين أن يلقوا بالدرجات وقوائم الشرف وراء ظهورهم، فالنسبة له يرى وورميلي أن الطلاب يتخذون من الدرجات وسيلة للمقارنو بينهم وبين زملائهم، وليس أبدًا كمؤشر لتقدمهم الدراسي؛ ولذا يحتاج المدرسون أنفسهم إلى إعادة تدريب ليعلموا قيمة التعلم من الأخطاء أيضًا."
ويقول ووميلي: "الطلاب لديهم القدرة على التعلم دون الحاجة إلى درجات وتريبيات، ولكنهم لا يستطيعون التعلم بدون تقييم محايد لهم؛ فهم لا يحللون عملهم بما فيه الأخطاء بشكل نقدي وبأي درجة من المعرفة أو التعمق بالأمور حينما يتعلق كل شيء بمجرد درجة مكتوبة أعلى الورقة."
![](https://www.nafham.com/uploads/blog/25813/size0.jpg)
**2- الفشل يولّد الثقة:**
"يستطيع الفشل أن يحقق ما هو أبعد من بناء القدرة على التكيف والصمود؛ ذلك أنه يساعد الطلاب أيضًا على تنمية إحساس الثقة لديهم".. هذا ما ذكره الباحثون ضمن دراسة تم نشرها عام 2016 في جريدة (علم النفس التجريبي للأطفال)، حيث عرّض الكُتاب الأطفال لخوض لعبة مزورة وطلبوا منهم تحديد مكان شيء ما.
ولقد ساعدوا الأطفال بإعطائهم تلميحات وإشارات معينة، ولكن اكتشف الباحثون أن الأطفال الذين فشلوا في اللعبة تمكنوا –فيما بعد- من تطوير مهارة أخرى مهمة وهي القدرة على التمييز بين الأشخاص الذين يستطيعون الاعتماد عليهم في نيل معلومات موثوقة والأشخاص الذين لا يجب الوثوق بهم للحصول على أي معلومات، أما الطلاب الذين نجحوا في اللعبة ظلوا غير متقبلين للمساعدة، وبناءًا على ذلك لم تصبح لديهم القدرة على معرفة الأشخاص الموثوقة للمساعدة من غيرهم.
كتب الباحثون: "دائمًا ما لا يستطيع الأطفال الناجحون التعرف على الأشخاص الذين يمكنهم الحصول على المساعدة من خلالهم؛ فكل ما يفعلونه هو تنمية قدرة وهمية وتجاهل الفروق بين مصادر المعلومات المختلفة."
![](https://www.nafham.com/uploads/blog/25813/images%203.jpg)
**3- عانق فشلك:**
حسنًا، من أين يستطيع المدرسون البدء؟ تقترح جعفري أن تكون نقطة البداية من عند واضعي المناهج الدراسية عن طريق مساعدة المدرسين بجعلهم أكثر تقبلًا للفشل، وكذلك ببناء ثقافة مدرسية لديها "نهج إيجابي تجاه الفشل" كما تقول.
أما بالنسبة للمدارس التي تنظر لدرجات الاختبارات الموحدة لتقييم مستوى الطلاب، ترى جعفري أنه من الأفضل أن يبدأ المسؤولون بالاهتمام بالحضور والتطور الأكاديمي والاستبيانات التي يجريها الطلاب عن رفاهيتهم جنبًا إلى جنبًا مع طموحاتهم –التي يسعون إليها في حياتهم المهنية في المستقبل.
بالنسبة للمدارس الإبتدائية، سيكون من الأفضل لو تم النظر إلى رغباتهم في الانضمام إلى المدرسة الإعدادية.
وبالنسبة لطلاب المدارس الإعدادية، سينتقل بعدها إلى المدرسة الثانوية وهكذا.
تقول جعفري: "وفي نهاية المطاف، أعتقد أن تدريس الفشل يمكن تلخيصه في ثقافة المدرسة؛ لأنه إذا جسّد المدرسون أنفسهم هذه الصفة في ممارساتهم واستطاعوا تعزيز البيئة التي يتعلم فيها الأطفال الشيء نفسه، سينمو فكر الأطفال بدرجة كبيرة."
-----------
المصدر: [educationdive](https://www.educationdive.com/news/letting-students-fail-can-build-resilient-confident-learners/531965/)
---------
ترجمة: [سماء اسكندر](https://www.nafham.com/profile/379932)
إشراف: [محمد جودة](https://www.nafham.com/profile/331)
التعليقات